إن الذهب حينما يستخرج خاماً لابد أن يوضع في النار حتى ينقى من الشوائب
[center] [center] ويصير ذا قيمة كذلك تفعل المحن بالمسلم، [/center][/center]
[center] [center]قال تبارك وتعالى
[/center][/center]
[center] [center] [center]: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center](آل عمران: 141).
[/center][/center][/center]
[center]وفوائد المحن كثيرة منها:
[/center]
[center] [center]===============
[/center][/center]
[center] [center] [center]أنها تظهر الصديق من العدو وتعرف الإنسان محبيه من مبغضيه فيظهرون وقت الشدة،
[/center][/center][/center]
[center]أما المحب فيقف بجانبك منصفاً، وأما المبغض فيقف وراءك شامتاً،
[/center]
[center] [center]والشماتة ليست من خلق المسلم وفي الأثر "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"،
[/center][/center]
[center] [center] [center]وقد قال الشاعر:
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]جَزى اللهُ الشدائدَ كلَّ خير ......عرَفتُ بها عدوِّى من صدِيقى
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]وفي المحن يبحث لك المحبون عن عذر، والمبغضون يبحثون لك عن عثرة،
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]والمنصفون يوازنون الأمور حتى يحكموا بالعدل...
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]وفي النهاية من المحن تأتى المنح.
[/center][/center][/center]
[/center]
[center] [center]==========
[/center][/center]
[center] [center] [center]أنها تؤدى إلى مراجعة النفس ومعرفة مسارها ومن أين أُتيت،
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]فيصحح الإنسان مساره ويقاوم عيوبه فيصبح شخصاً آخر يقر ب الحق ولا يعاند بالباطل،
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]فيقر بخطئه ويعترف بذنبه ويتوب إلى ربه،
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]وإن هذا المثل كمثل رجل عند ولده فهو يحبه لكنه يجده يخطئ ويتنكب الطريق،
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]ومازال يتنكب حتى يخشى عليه من العثرات فهو من فرط حبه له، وإشفاقه عليه،
[/center][/center][/center]
[center] [center] [center]يقسو عليه ويلزمه بأمور شديدة حتى يصنع منه رجلاً،
[/center][/center][/center]
[center]"فوائد المحن" [/center]
[center] [center]قال الشاعر..
[/center][/center]
قسا ليزد جروا ومن يك حازماً .....فليقسُ أحياناً على من يرحم
[/center]
[center] [center]أنها تعرف الإنسان قدر النعمة التى هو فيها فيشكر الله عليها ويحافظ عليها،
[/center][/center]
[center] [center]إذ النعم منسيّة فإذا فقدت عُرفت،
[/center][/center]
[center] [center]فيجتهد بالحفاظ على النعم بطاعة الله وإتقان العمل، وسد الثغرات وإصلاح النية.
[/center][/center]
[center] [center]قال الشاعر:
[/center][/center]
[center] [center]إذاكنتَ في نعمةٍ فارعَه.. فإنّ الذنوب تزيل النعم
[/center][/center]
[center] [center]صُنها بطاعة ربِّ العباد.. فربُّ العباد سريع النقم
[/center][/center]
[center] [center]ومن فوائد المحن:
[/center][/center]
[center] [center]==========
[/center][/center]
[center] [center]أنها تخرج الطاقات الكامنة فتظهر قدرة الإنسان الحقيقية،
[/center][/center]
[center] [center]وتعوده الجد بعد أن تعود الكسل،والنشاط بعد الخمول، والعمل لدين الله
[/center][/center]
[center] [center]بعد أن أخذت الدنيا مجامع قلبه...
[/center][/center]
[center] [center]فمن المحن تأتى المنح.
[/center][/center]
"فوائد المحن"
[/center]
[center] [center]أنها تعرف الإنسان حقيقة الدنيا، وأنها بين لحظة وأخرى تنقلب على صاحبها،
[/center][/center]
[center] [center]ألا فليعمل لله فهو ضمان الفوز، ولا يشغل نفسه بالرزق والدنيا فهى آتية لا محالة.
[/center][/center]
[center] [center]ولقد صدق القائل:
[/center][/center]
[center] [center]أرى الدّنيا لمن هي في يديهِ عذاباً عند من كثرت لديه
[/center][/center]
[center] [center]تهين المكرمين لها بصُغر وتكرم كل من هانت عليه
[/center][/center]
[center] [center]إذا استغنيت عن شيء فدعه وخذ ما أنت محتاجٌ إليه
[/center][/center]
[center] [center]ومن فوائد المحن:
[/center][/center]
[center] [center]==========
[/center][/center]
[center] [center]أنها تكفر الذنوب وتقرب من رب العباد
[/center][/center]
[center] [center]وفي الحديث: "لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشى على الأرض ولا خطيئة له".
[/center][/center]
[center] [center]ومن فوائدالمحن:
[/center][/center]
[center] [center]==========
[/center][/center]
[center] [center]أنها تكسر القلب لله، وتزيل الكبر من النفس فيعود العبد ذليلاً بين يدى الله تعالى،
[/center][/center]
[center] [center]وحينئذٍ يعود القلب قريباً من الله، بعيداً عن الشيطان.
[/center][/center]
[center] [center]روى الإمام أحمد في كتاب (الزهد)،
[/center][/center]
[center] [center]أن موسى عليه السلام سأل الله تعالى يوماً فقال:
[/center][/center]
[center] [center]يارب أين أجدك؟
[/center][/center]
[center] [center]قال عز وجل: "عند المنكسرة قلوبهم فإنى أدنو منهم كل يوم قيراطاً ولولا ذلك لانصدعوا".
[/center][/center]
[center] [center]ومن فوائدالمحن:
[/center][/center]
[center] [center]==========
[/center][/center]
[center] [center]أنها تجعل بين الإنسان وبين الخطأ والزلل حاجزاً نفسياًعميقاً،
[/center][/center]
[center] [center]فلا يقع فيه مرة أخرى وتجعله يتخذ بعده سبيلا يرفعه ولا يخفضه، يعزه ولا يذله.
[/center][/center]
"فوائد المحن"
[/center]
[center] [center]أن الإنسان يحب من كان سببا في تنبيهه من غفلته،
[/center][/center]
[center] [center]فلولا أن الله سخره لبقى التراب على السطح ولظل المعدن مدفوناً في الشوائب.
[/center][/center]
[center] [center]دخل النبى صلى الله عليه وسلم على أم السائب فوجدها تزفزف
[/center][/center]
[center] [center](يعني تضطرب وترتعش من الحمى) فقال لها صلى الله عليه وسلم مالك تزفزفين؟
[/center][/center]
[center] [center]قالت إنها الحمى لا بارك الله فيها،
[/center][/center]
[center] [center]فقال صلى الله عليه وسلم:
[/center][/center]
[center] [center]"لا تسبي الحمى فإنها تنفي ذنوب ابن آدم"
[/center][/center]
[center]أحمدك ربي على كل قضائك
[/center]
[center] "فوائد المحن"
[/center] |